(1)
يا صديقى القديم اتتذكرنى .. اليوم وانا فى فلسطين شعرت بالوحدة شعرت اننى اريد التحدث الى احد ...اتتذكر عندما كنا نتحدث .
لعلك تسأل مثل الجميع ...كيف ذهبت من مصر الى فلسطين ..
حسناً...فى يوم " كنت اتذكر تلك المشاهد ام تحضن ابنتها وتبكى نساء يجروون فى الشوارع اثناء القذف الاسرائيلى لغزة " اتتذكر تلك المشاهد ..انها اصبحت تتكرر كل يوم ..كل يوم شهداء ونساء تبكى من الخوف .وصمت عربى ..فى مساء هذا اليوم نظرت الى السماء تمنيت لوأكون مجاهد ..اقتل اعداء الله ..اقتل من قتلوا الفلسطنيين ..اقتل من اخذوا القدس ..اقتل من يحاولون هدم المسجد الاقصى ..ولكن شبح امن الدولة وحرس الحدود ..كانوا يخيفونى بداخلى ...تمنيت لو اعبر تلك الحواجز واذهب الى ارض الميعاد ..الى فلسطين ..كانت السماء صافية وكنت صادق النية ...ذهبت لانام ...واندمجت عينى فى النوم ..ولم يوقظنى إلا اصوات الصواريخ التى تضرب هنا وهناك ...وجدت نفسى نائما على الارض ..فى شارع وهناك من يحدثنى ويقول لى ماذا تفعل هنا ..المكان خطر ..اسرائيل تضرب صواريخ علينا ابتعد عن هنا ..وقفت احدث نفسى هل انا فى حلم ..والرجل يردد ابتعد عن هنا ..كان هناك ام تحمل طفلين ..وتحاول حمل الثالث ولا تستطيع ..ذهبت حملت منها الطفل الثالث وانا اسئلها ..هو احنا هنا فين ...قالت نحن الان فى الدنيا وبعد قليل ربما نكون فى الاخرة .
صديقى القديم سوف احدثك فيما بعد فهناك اصوات طائرات اسرائلية تحلق فوق المنزل .
......
(2)
يا صديقى القديم لا تهتم لأمر تلك الطائرات الاسرائلية انها تأتى الى هنا حتى تبث الخوف فى قلوب الفلسطنيين ...ولكن الفلسطنين لا يخافوا (الا بذكر الله تتطمئن القلوب )..تعرفت على فصيلة من الفصائل الفلسطينية عندما علموا بحكايتى قرروا ان انضم اليهم ..رغم ان بعض منهم لا يصدقنى ويظننى من المخابرات المصرية او أعمل لحساب اسرائيل ...عندما قام ابراهيم قائد الفصيلة ليعرفنى على المجموعة التى تضم 11 رجلاً وامرأة ...مددت يدى لاسلم على رجل ..قال لى ابراهيم هذا اسمه على وأتى من الجزائر حتى يجاهد فى سبيل الله ...قلت فى نفسى لو كنت اعلم انه جزائرى لمنعت يدى ...اكرههم ....أما الاخرين كانوا فلسطنين ..وأما الاخرى هى تبلغ من العمر 22 عام اسمها مريم وهى اخت ابراهيم .....انام فى غرفة تضم مراتب على الارض لكل منا مرتبة ..انا وعلى الجزائرى ومعنا 3 اخرين ....يحاول" على" التقرب منى ولكننى دائما ابتعد عنه هو شعر بذلك وجميعهم شعروا بذلك .
اخذنى ابراهيم وذهبنا الى المسجد الاقصى وانا اصلى ركعتين داخل المسجد تذكرت ذلك الدعاء الذى كان مكتوب على احد اتوبيسات الهيئة كان الدعاء يقول (اللهم اكتب لنا ركعتين فى مسجدك الاقصى ) دعوت الدعاء وقلت فى نفسى ياترى ممكن يتحقق ."انه يتحقق الان يا صديقى القديم ..لعلى جئت هنا من اجل هذا الدعاء ".
بعد صلاة الجمعة تجمعنا حتى يعرض علينا ابراهيم خطة جهادية سوف ننفذها بالمناسبة انا تدربت على السلاح واشياء اخرى .
كانت الخطة عن عربية ملغمة سوف تدخل فى احد الاسواق الاسرائلية ثم تنفجر وفى نفس الوقت سوف نطلق ثلاث صواريخ على جنوب اسرائيل .الجميع وافق ولكننى رفضت .نعم رفضت
يبدوا اننى طولت فى الكلام فى هذا الخطاب حسناً سوف اكمل فى الخطاب القادم .
......
(3)
صديقى القديم ..أتتذكر عندما كنت استمع لعمرو خالد ...ذلك الرجل الذى احببته من كل قلبى ..اتتذكر عندما كان يتحدث عن غزوة مؤتة ..عندما قال (وأوصاهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن لا يقتلوا امرأةً ولا صغيراً ، ولا شيخاً فانياً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً )..هذا ماقلتوه لهم كيف بصواريخنا نهدم بناء يسكن فيه من لا يعرف حتى ان يحمل بندقية ...كيف بعربية ملغمة نفجر احد الاسواق وان بعض من عرب اسرائيل يعمل بهذه الاسواق حتى يأتى بقوت يومه وان من عرب اسرائيل من هم مسلمين وان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى المسلمين من ان يقتلوا رجل قال (لا اله الا الله )....بعضهم اقتنع بكلامى وتغيرت الخطة سوف نواجه مجموعة من الجنود الاسرائلية وجه لوجه .
وبالفعل نفذنا الخطة واستشهد منا ثلاثة فلسطنين وبعضهم بدأ يردد " انت سبب موتهم" ...
مريم كانت تستمع كثيراً لدكتور ابراهيم الفقى استاذ التنمية البشرية وكان كلامها مثله جميل قالت لى بإسلوب جميل اننى بطل ...أما على الجزائرى قال لى بلهجته التى تحتوى "على" النطق الفرنساوى ..انت خير جنود الارض .
بدأت الاخبار تتحدث عن العملية وكيف هى بطولية ولا تحتوى على نسبة من الارهاب ..وبدأت تتحدث الاخبار اننا ابطال ومن يومها اصبح اسمنا الابطال وقمنا بعمليتين بعد الاولى مباشرة وتموا بنجاح نحارب الاعداء وجهاً لوجه ..لا نقتل ابرياء .
وفى يوم كان هناك مجموعة من الصحفيين مع ابراهيم يحدثهم عن العمليات التى قمنا بها وكيف هى بطولية وخالية من الارهاب ...وعندما دخلت البيت ندانى ابراهيم وقال هذا هو البطل اللى حكيت لكم عنه ..وبدأوا يصورونى .
فى المساء ناتدنى مريم وقالت "يتحدثوا عنك فى التلفزيون "...كانت قناة "دريم 2" كانت منى الشاذلى فى برنامجها (العاشرة مساءاً) تستضيف صوت امى على الهاتف ..كانت امى تقول ..هو اختفى فجأة ..انا نفسى يرجع ..امن الدولة كل يوم عندنا ومبتبهديلن منهم ...كانت امى تطالبنى بالرجوع بصوت يملؤه الدموع ....دمعت عينى لبكاء امى ..قمت مسرعاً حتى لا احد يرى دموعى وأبتعدت عن الجميع ...جاء اللى "على الجزائرى "وبدأ يحدثنى ويقول" انت جئت هنا من اجل ان تحرر مقدسات المسلمين من اجل القدس من اجل الاقصى ..وقال لا تحزن ان الله معنا .....رغم اننى اكره على الجزائرى ولكن للمرة الاولى اشعر انه مسلم مثلى وان هناك شئ يجمعنا .
قال لى ابراهيم اننى يمكننى ان اكتب خطاب لأمى وهو سوف يرسله عن طريق الذين يساعدوننا من مصر .
صديقى القديم سوف اذهب لكى اكتب خطاب لامى اراك لاحقا .
.........
(4)
صديقى القديم ....وصل الخطاب الى امى أرجوها ان تسامحنى ..وجائنى منها رد على الخطاب كان عليه اثار دموعها ..تطالبنى بأن ارجع ..وتحكى لى عن المضايقات التى يتعرضوا لها من قبل الشرطة بسببى .
صديقى القديم اشياء كثيرة تغيرت ..اخذنى ابراهيم وذهبنا الى فصائل اخرى ادعوهم فيها ان نتوحد ونحارب وكأننا رجل واحد كنت اتمنى ان اضم فتح وحماس وننسى كلمة فتح وننسى كلمة حماس وننسى كلمة فصائل ونكون جيش واحد ...تمكنا ان نضم الينا 4 فصائل ...اشياء كثيرة تغيرت ..اصبح لى شأن ..اقول رأيى فى كل شئ ..استقبل المجاهدين الجدد حتى اعرفهم ثقافة الجهاد .......من ضمن المجاهدين الجدد مجاهد اسمه حمد هو سعودى حكى لى انه كان له اخ وكانوا يصلوون فى احد الجوامع التى كانت قريبة من قاعدة امريكية جوية اثناء غزو العراق .يقول لى كنا نبكى فى الجامع وندعوا الله ان يسقط هذه الطائرات التى تقتل اخواننا المسلمين وانه هو واخوه استأذنوا امهم حتى يذهبوا يجاهدوا فى العراق وبعد الحاح منهم وافقت الام على ان يذهب واحد ذهب اخوه واستشهد هناك ...ومن يومها وهو يستأذن امه حتى يجاهد وهى ترفض ولكنه لم ييأس حتى وافقت بعد سنين فجاء الى فلسطين .
تمنيت لو اجد امى ابوس قدمها ويدها واطلب منها ان تأذن لى بالجهاد...اخذنى النوم فى المساء استيقظت وجدت نفسى فى بيتنا على سريرى قلت لعله كان حلم ولكن وجد بجسمى جرح قديم من رصاصة اسرائلية .فعلمت انه الواقع ..كانت امى نائمة هى واخوتى اعطيت لكل منهم قبلة وقبلت يد امى ونزلت بركبى على الارض ويداها على وجهى اخذنى النوم واستيقظت على صوت "علىِ" يصحينى حتى اصلى الفجر ......كان علىِ هو الامام عندما بدأ يقرأ القرءان كان صوته جميل يقرئه بتجويد كان نفسى احضنه واقول له ايوة كدة ياراجل دا النبى (عليه الصلاة والسلام)عربى ...بعد الصلاة حدثنى "علىِ" اننا يمكن ان نستشهد فى اى وقت وانه حريص على قراءة القرءان وحفظه واوصانى بالقرءان ...وقال لى لا املك الا هذا المصحف فإنه الان بينى وبينك وان استشهدت فهو لك ...قلت له تعلم يا علىِ ...قال لى قل لى يا علَىْ..فأنا اسمى "علَىْ"تنطق مثل اسم (علَىْ بن ابى طالب ) قلت يا علَىْ انا كفرت بوحدة العروبة وامنت بوحدة الاسلام وكهرتك جزائرى واحببتك مسلم تنطق القرءان باللغة العربية ..يا علَىْ والله انى احبك فى الله .
بعدها استشهد علَىْ واحسست بالوحدة كنت كل يوم اسمع صوت علَىْ يوقظنى من نومى اسمع صوته وهو يقرأ القرءان ابحث عنه لا اجده أجلس واقرأ فى المصحف .
صديقى القديم ...وحشتنى امى واخوتى .. سوف اكتب لهم خطاب ..اراك لحقاً
........
(5)
صديقى القديم ...هنا كل يوم يموت شهيد ..تنتهى حياة ..ولكن بدأت حياة جديدة تتمثل فى زهرة صغيرة كنت قد زرعهتا وارويها كل يوم..تمنيت لو ارويها بمياه النيل
ارسلت خطاب الى امى ارجوها ان تسامحنى وتأذن لى بالجهاد ...ردت على خطابى وقالت " رأيت امس بمنامى ابوك الله يرحمه واخوتك وانا كنت احملك اتعلم انت الوحيد الذى كنت صغير اضمك الى صدرى وانت تريد ان تبتعد قال لى ابوك اتركيه يذهب فهو لا يغضب الله ....يا ابنى اعلم مهما كبرت انت صغيرى ومكانك هو حضنى نعم انا احبك ولكن الله اولى بك منى ...جاهد فى سبيل الله انا ادعوا لك كل يوم ولمن معك يا صغيرى كن رجلٌ ولا تلهى فى ذكر الله ....امك الحبيبة "
الان اطمئن قلبى ..يا صديقى القديم سوف نقوم بخطة جديدة وانا فى المقدمة ..قد اموت شهيدا .
ان لم تجىء اليك رسائل اخرى قل .... بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين . الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)صدق الله العظيم
يا صديقى القديم الزهرة بدأت تفتح اوراقها.. قلت لها وانا ارويها .. من يرويكى بعدى ..سمعتها بأُذن قلبى تتحدث ..قالت "لعله صديقك القديم"
انتهت
يا اصدقائى القدامى انتظرتعليقاتكم