انا اتخيل انا

..

 انا .."" اتخيل بــ أنا .. رجل يمشى فى الشارع شعره اصبح ابيض

عمره بين السبعين والثمانين يضع يده فى جيب الشاكت كعادته القديمة يستنشق هواء الشتاء الذى يحبه

يشعر ببعض التعب فى رجله يقنع نفسه .. كعادته القديمة .. انه خمس دقايق والوجع هيروح ..

الرجل .. لم يستطيع ان يخرج من البيت من حوالى اسبوع بسبب اشياء تندرج تحت مسمى "التعب"

يزداد التعب فيجلس الرجل على قهوة كعادته القديمة

يمسك بيده رجله اليسرى ويرفعها على قدمه الاخرة "حاطط رجل على رجل " كعادته القديمة

يقترب منه فتى فينزل رجله ويشاور للفتى بيده وهو يقول بصوت خفيف "شاى"

ثم يضع رجل على رجل مرة اخرى

الرجل اصبح صوته واطى بسبب التعب ولكنه اوضح من قبل

يمر فتى من امامه يرفع له يده اليمنى ويقول للرجل عامل اى دلوقتى ياعمى الحج

يبتسم له وهو يقول الحمد لله

الرجل يتطلع الى وشوش المارة كعادته القديمة .. فيجد فتى يشبه صديقه القديم

فى هذه الدنيا قابل هذا الرجل اصدقاء كثيرة جدا ولكن الذى كان فيه الوفاء هو صديق واحد

تدمع عينه لفراق صديقه ثم يقول فى نفسه يمكن لما اغمض عينى وانام ما اصحاش تانى واجيلك

ثم تمر فتاة من امامه فيها شبه من حبيبته القديمة .. يتذكرها فهو لم يحب احد مثلها ثم يلعن ابوها كعادته القديمة لان ابوها هو سبب الفراق عندما ماتت كان يذهب الى قبرها كل اسبوع ويقول لها كلمات الحب الموجودة بقلبه ولكنه لم يذهب لها منذ شهرين بسبب التعب .. ثم يردد دون صوت وحشتينى اووى كعادته  القديمة

يتذكر زوجته التى احببته كل الحب كم كان فراقها عن الحياة صعب يتذكر  اولاده لا يوجد احد منهم يوده برغم حبه لهم
يتذكرامه وحب امه له يتذكر عندما كان يومئ برأسه ويقولها "ماشى يا حبيبتى "يفهم الان معنى حبها يتمنى لو كانت موجودة معه الان

..الان فقط فهم انه فى عهد امه كان يعيش الرفاهية بعينها

تدمع عينه لفراق احبابه

يفهم الان انه اخطأ فى حق الكثير

يتذكر ذنوبه ويستعجب انه فعل مثل هذه الاشياء"وأنّى له الذكرى"

يفهم الان ان الصعوبات التى قابلته من قبل لم تكن صعوبات بل كانت تمارين حتى يتحمل صعوبات اخر ايامه

" كم كانت تقابله من مشاكل تزيد همه " يفهم الان ان هذه المشاكل حلها اسهل ما يمكن ولكن مشاكل اخر ايامه حلها اصعب ما يمكن

يفهم الان كم كان ضعيف وانه كان عايش بفضل الله فقط .. يزكر ربه

وعينه مازالت تدمع ثم لايستطيع التوقف عن البكاء ..صوت اهاته يعلى

ثم " يتلم " كل اللى فى القهوة حولين الرجل احدهم يطبطب عليه وهو يقول ياعم الحج وحد الله

والاخر يمد يده يناوله منديل ورق والاخرون ينظرون الى الرجل الذى كان دائما يبتسم لهم .. الان يبكى

ثم ينظر لهم الرجل فيدرك موقفه

فيقول لهم انا كويس والله مافيش حاجة كعادته القديمة

..

بعد ان تخيلت انا .. استفيق .. فأتذكر ان من عادتى اننى لا ابكى

..........